[color:eceb=darkblue][center]لقد جاءت النصوص الكثيرة بالوصية بالمرأة و مراعاة حالها و أن كمال الحال من المحال فقال رسول الله ، صلى الله عليه و سلم ، : استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع و إن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته و إن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء " و في رواية إن المرأة خلقت من ضلع و لن تستقيم لك على طريقة فإن استمتعت بها استمتعت بها و فيها عوج و إن ذهبت تقيمها كسرتها و كسرها طلاقها . و قال ، صلى الله عليه و سلم : " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر " . و معنى لا يفرك : لا يبغض. ففي هذه الأحاديث إرشاد النبي ، صلى الله عليه و سلم ، أمته كيف يعامل الرجل المرأة و أنه ينبغي أن يأخذ منها ما تيسر لأن طبيعتها التي منها خلقت أن لا تكون على الوجه الكامل بل لابد فيها من عوج و لا يمكن أن يستمتع بها الرجل إلا على الطبيعة التي خلقت عليها . و في هذه الأحاديث أنه ينبغي للإنسان أن يقارن بين المحاسن و المساوئ في المرأة فإنه إذا كره منها خلقا فليقارنه بالخلق الثاني الذي يرضاه منها و لا ينظر إليها بمنظار السخط و الكراهة وحده .
و إن كثيرا من الأزواج يريدون الحالة الكاملة من زوجاتهم و هذا شيء غير ممكن و بذلك يقعون في النكد و لا يتمكنون من الاستمتاع و المتعة بزوجاتهم و ربما أدى ذلك إلى الطلاق كما قال ، صلى الله عليه و سلم ، (و إن ذهبت تقيمها كسرتها و كسرها طلاقها ) فينبغي للزوج أن يتساهل و يتغاضى عن كل ما تفعله الزوجة إذا كان لا يخل بالدين أو الشرف .
وجوانب العشرة بالمعروف والمعاملة الطيبة كثيرة منها: القول الطيب والملاطفة وخدمة الأهل ومساعدتهم والمزاح والتزين للأهل، إلى غير ذلك من أمور هي من أساسات العشرة بالمعروف، فلا عشرة بالمعروف بدون قول معروف يقول سبحانه: وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا [البقرة]، وأولى الناس بهذا القول الحسن زوجتك، فما فائدة أن توزع الأقوال الحسنة على كل الناس، فإذا تكلمت مع شريكتك في هذه الحياة لم تقل إلا هَجْراً، ولم تنطق إلا كفراً.
ومن جوانب المعاملة الطيبة أن يتهيأ الزوج لزوجته كما تتزين هي له، فليس من العدل أن يطلب منها أن تتهيأ لزوجها بالزينة ثم يأتى الزوج برائحة العرق ورائحة الدخان والملابس المتسخة، فإنها بشر مثله تماما تتأذى مما يتأذى منه، وقد كان رسول الله علبه السلام يبتدئ بالسواك إذا دخل بيته حتى لا يُشم منه إلا طيّب، عن عائشة رضي الله عنها أنه ((كان صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته بدأ بالسواك )) رواه مسلم وأبو داود.
ومن جوانب المعاشرة الطيبة أن يعذر الرجل زوجته إذا قصَّرت في شيء بسبب كثرة مشاغلها أو لخطأٍ بشري، وقد كان أكمل الناس في هذا، وهو قدوتنا ، فمن ذلك تقول عائشة رضي الله عنها فيما رواه البخاري: ((ما عاب رسول الله طعاماً قط، إن اشتهى شيئاً أكله، وإلا تركه))، أما عندنا ـ عباد الله ـ فكم من حالة طلاق كان سببها أن الزوجة تأخرت في إعداد الطعام أو أن الطعام لم يعجب الزوج.
فمن حقوق الزوجة على زوجها أن يوجهها إلى عبادة الله سبحانه، وقد أمر الله سبحانه رسوله عليه الصلاة والسلام بهذا، فقال عز من قائل: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِٱلصَّلوٰةِ وَٱصْطَبِرْ عَلَيْهَا [طه]، فإذا لم يعط الزوج لزوجته حق النصح والتوجيه، لم تعطه هي حق الطاعة والامتثال، فهو إذاً أول المستفيدين حين يقوم بهذا الحق، وما عناء أكثر الرجال في بيوتهم إلا بسبب تضييعهم لهذا الأمر.
ومن حقوق الزوجة على زوجها حق النفقة، فلا بد للزوج أن ينفق على زوجته ولا يُقتِّر عليها، لأن حق النفقة ليس حقاً اختيارياً كما يظن الكثير من الناس، بل هو حق واجب بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يقول سبحانه: لِيُنفِقْ ذُوسَعَةٍ مّن سَعَتِهِ [الطلاق]، ويقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي والنسائي عن عمرو بن الأحوص: ((ألا وإن حقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن)). ويقول : ((حق المرأة على الزوج أن يطعمها إذا طعِم، ويكسوها إذا اكتسى، ولا يضرب الوجه ولا يُقبِّح، ولا يهجر إلا في البيت)) رواه الطبراني والحاكم عن معاوية بن حيدة.
و قال النبي ، صلى الله عليه و سلم : " و لهن عليكم رزقهن و كسوتهن بالمعروف "
و سئل ما حق زوجة أحدنا عليه قال : " أن تطعمها إذا طعمت و تكسوها إذا اكتسيت و لا تضرب الوجه و لا تقبح و لا تهجر إلا في البيت " .
ومن حقوق الزوجة أيضا أن يغار عليها زوجها ويبعدها عن مواطن الزيغ والانحلال، فعدم الغيرة على الأهل تقصير في حقهن، وعدم الغيرة على الأهل من الدياثة يقول : ((ثلاثة قد حرَّم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر والعاق والديوث، الذي يقرُّ الخبث في أهله)).
ومن حقوق الزوجة أيضاً حق المبيت، حق إعفافها وإتيانها من حيت أمر الله، فلا يجوز للزوج أن يقصر في هذا الجانب حتى لا يعرِّض زوجته للفتنة، حتى ولو كان هذا التقصير بسبب العبادة لأن لكل ذي حق حقاً يجب أن يأخذه، ولا يصح أن نؤدي حقاً على حساب حقوق أخرى، فللعبادة نصيب، وللعمل نصيب، وللزوجة نصيب، وللأبناء نصيب، يقول لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما حين رآه يبالغ في العبادة ويجهد نفسه، يقول: ((فإن لجسدك عليك حقاً، وان لعينيك عليك حقاً، وإن لزوجك عليك حقاً)) رواه أحمد.
فانظروا إلى هذا الدين الذي ليس فيه رهبانية ولا انقطاع عن ملذات الدنيا، لا يسمح بالتقصير في إعفاف المرأة ومتعتها، حتى ولو كان ذلك بسبب العبادة، فما أرحب هذا الدين وما أيسره!
و من حقوق الزوجة على زوجها أن يعدل بينها و بين جارتها إن كان له زوجة ثانية يعدل بينهما في الإنفاق و السكنى والمبيت و كل ما يمكنه العدل فيه فإن الميل إلى إحداهما كبيرة من الكبائر قال النبي ، صلى الله عليه و سلم ، من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة و شقه مائل . و أما ما لا يمكنه أن يعدل فيه كالمحبة وراحة النفس فإنه لا إثم عليه فيه لأن هذا بغير استطاعته . قال الله تعالى : { و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء و لو حرصتم } و كان رسول الله ، صلى الله عليه و سلم ، يقسم بين نسائه فيعدل و يقول اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك و لا أملك .
و لكن لو فضل إحداهما على الأخرى في المبيت برضاها فلا بأس كما كان رسول الله ، صلى الله عليه و سلم ، يقسم لعائشة يومها و يوم سودة حين وهبته سودة لعائشة . و كان رسول الله ، صلى الله عليه و سلم ، يسأل وهو في مرضه الذي مات فيه أين أنا غدا أين أنا غدا فأذن له أزواجه أن يكون حيث شاء فكان في بيت عائشة حتى مات .
وإن كانت ممن لا يخدم نفسها، لكونها من ذوات الأقدار، أو مريضة، وجب لها خادم، لقوله تعالى: (وعاشروهن بالمعروف) وإخدامها من العشرة بالمعروف، ولا يجب لها أكثر من خادم، لأن المستحق خدمتها في نفسها، وذلك يحصل بخادم واحد، ولا يجوز أن يخدمها إلا امرأة، أو ذو رحم محرم، أو صغير".
أما حقوق الزوج على زوجته فهي أعظم من حقوقها عليه لقوله تعالى : { ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف و للرجال عليهن درجة } و الرجل قوام على المرأة يقوم بمصالحها و تأديبها و توجيهها كما قال تعالى : { الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض و بما أنفقوا من أموالهم }
فمن حقوق الزوج على زوجته أن تطيعه في غير معصية الله و أن تحفظه في سره و ماله فقد قال النبي ، صلى الله عليه و سلم : " لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " و قال ، صلى الله عليه و سلم: " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح ".
ومن حقوقه عليها أن لا تعمل عملا يضيع عليه كمال الاستمتاع حتى و لو كان ذلك تطوعا بعبادة لقول النبي ، صلى الله عليه و سلم ، لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه و لا تأذن لأحد في بيته إلا بإذنه .
و لقد جعل رسول الله ، صلى الله عليه و سلم ، رضا الزوج عن زوجته من أسباب دخولها الجنة فروى الترمذي من حديث أم سلمة – رضي الله عنها – أن رسول الله ، صلى الله عليه و سلم ، قال : أيما امرأة ماتت و زوجها عنها راض دخلت الجنة .
لذلك حبيبتى فيجب ان تعرفى ما لك من حقوق وما عليك من واجبات ايضا وواجبات الزوج كثيرة جدا ويوجد فى منتدانا الغالى الكثير من الموضوعات التى تناقش هذة الحقوق والتى يجب علينا نحن الزوجات احترامها ليس كرها لكن طمعا فى رضا الله عنا ودخولنا الجنه حتى لو كان ازواجنا لا يرعوا حقوقنا فنحن معشر الزوجات يجب ان نرعى حدود الله ونعمل ما امرنا به ونبيه صلى الله علية وسلم لننال الجنه ونعميها التى اعدت للمتقين الذين ينفذون كلام الله وكلام نبيه الكريم ...
اعتذر لك للاطاله لكن صراحة الموضوع جدا رائع ومتميز وان شاء الله تستفدين اختي المسلمه[/center][/color]