سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأخبركم ماحدث لي في تلك الأيام الماضية........
ما سأكتبه هنا ، ليس من نسج الخيال
ولا ضرب من ضروب الصدفه
ولا قصة قمت بتأليفها
بل هي لحظات عشت تفاصيلها بكل أنواع المشاعر الممزوجة بالحزن والفرح معاً !!!
هل جربتم الشعور بالحزن والفرح في آن واحد ؟!!!
ياله من إحساس غريب .....
كنت أنا وأسرتي نجهز لزفاف أخي الأكبر ، فقد كان أول فرحتنا في هذه الدنيا وأنا الأخت الوحيده له ، ولكم أن تتخيّلوا حجم المسؤولية والمشاغل التي يقع عبئها علي
كنت فرحة للغاية .... سروري لم يكن يوصف ، لاتحده أرض أو سماء
فقد كان همي الشاغل أن أرى أخي عريسا بجانب عروسته وهو في أبهى حالاته
أشرفت على كل شيء من الألف إلى الياء
كنت حريصة على كل التفاصيل وحتى الدقيقة منها
حجزت أفخم القاعات واستعنت بأكبر المصممين لتزيينها ،، لم أترك أي أمر إلا وقد تركت به طابعا فنيّا خاص
قصّرت في وظيفتي وحتى في حق نفسي
ولكن رغم تعبي فقد كنت في قمة السعادة ويغمرني الشوق لرؤية أخي عريسا في ليلة مميّزة
شارفت التجهيزات على الإنتهاء واقتربت ليلة الزفاف ووزعت بطاقات الدعوة
وتوافد الأهل والأصدقاء لتقديم التهاني
كان منزلنا يعج من الفرح والضحك والسرور
وفي الليلة التي تسبق الزفاف ، كانت أمي تضع نقوش الحنّاء على يديها وهي فرحة مستبشره برؤية ابنها الأول غدا في يوم عرسه .....
وفجأه ،، وإذا بخبر صاعق
يقلب كيان منزلنا رأسا على عقب
توفيت جدتي ( والدة أمي) ........
سبحان الله كيف انقلب الحال في دقائق معدوده من فرح إلى حزن !!!!
تحولت الضحكات إلى دموع وبكاء
أزلت عن أمي نقوش الحنّاء وهي لاتزال رطبه !!!
وإذا الذين أتونا بالأمس يباركون ، يأتوننا اليوم للعزاء والمواساه !!!
كل مظاهر الفرح انقلبت إلى حزن
أطفأت الأنوار والشموع وذبلت الأزهار
سويعات فاصلة حولّت الحال من وضع إلى آخر
ماأقرب الموت من الحياة
حزنت على فراق جدتي وعلى أخي الذي لم تكتمل فرحته
وعلى نفسي !!! أحسست بأن الحياة ماهي إلا رحلة لابد أن تتوقف في يوم ما
كيف لا نلاحظ هذا ؟ ولا نستعد لتلك الرحلة
(( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ))
انكسرت نفسي لما حدث
وإن في الأمر لعبره
مهما انشغلنا في ملذات الدنيا ، لابد للموت أن يزورنا
دوام الحال من المحال
فقد تتغيّر الأمور في دقائق معدوده
ولكن .... إلى متى الغفلة ؟؟